مصطلح "المسيح" يستخدم أحد عشر مرة في القرآن الكريم في إشارة إلى عيسى (سلامه علينا). كثير من الناس يفهمون بأن هذا المصطلح ببساطة يعني "الممسوح". انها تأتي من الجذر العربي "مسح" وهو ما يعني "أن يدهن". في اللغة العربية هناك كلمة مختلفة لـ "الممسوح". الكلمات العربية تتبع نمطا محددا، بإضافة حروف العلة إلى كلمة الجذر سيتم تغيير المعنى والبنية النحوية. عندما ننظر إلى التركيب النحوي لـ "المسيح"، من الواضح أنه يعني "معظم الممسوحين" أو "الممسوح لدرجة عالية، إلى درجة أن هذا المسح هو موروث متأصل ودائم". هناك الكثير من التشابه بين اللغتين العربية والعبرية، وكلمة "المسيح"، والتعريف في اللغتين تحدث فرقا، فهي تشير إلى "شخص معين"، تشير إلى شخص ما كان معروفًا سابقًا أو تمت الإشارة إليه سابقًا أو أن له صفة خاصة به.
معنى "المسيح" مهم عندما ندرك أن عيسى المسيح (سلامه علينا) هو الوحيد الذي تمت الإشارة إليه في الكتاب المقدس أو القرآن على أنه "المسيح". لا يشار إلى أي من الأنبياء الآخرين بهذا الإسم.
الله عز وجل وعد الملك داود أن يكون واحد من أحفاده مختلفا عن جميع الملوك الآخرين: "وَيَكُونُ مَتَى كَمَلَتْ أَيَّامُكَ لِتَذْهَبَ مَعَ آبَائِكَ، أَنِّي أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ ٱلَّذِي يَكُونُ مِنْ بَنِيكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. هُوَ يَبْنِي لِي بَيْتًا وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ٱبْنًا، وَلَا أَنْزِعُ رَحْمَتِي عَنْهُ كَمَا نَزَعْتُهَا عَنِ ٱلَّذِي كَانَ قَبْلَكَ. وَأُقِيمُهُ فِي بَيْتِي وَمَلَكُوتِي إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَيَكُونُ كُرْسِيُّهُ ثَابِتًا إِلَى ٱلْأَبَدِ". (التوراة 1 أخبار الأيام 17: 11-4).
أي نوع من المسح هذا؟ بما مسح عيسى المسيح (سلامه علينا)؟
سوف نرى في الآيات التالية ما يقوله القرآن عن هوية عيسى المسيح (سلامه علينا)
في سورة النساء 4: 171 ، البقرة 2:87 و المائدة 5: 110 يشير القرآن إلى "الروح" فيما يتعلق بعيسى المسيح (سلامه علينا)
سورة النساء 4: 171 "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا."
البقرة 2: 87 " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ".
المائدة 5: 110 "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ."
لكي نفهم معنى الروح هناك حاجة إلى النظر للكتب التي جاءت أولاً، فالقرآن يقدم النصيحة التالية، "فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ" (يونس 10 :94).
يصف الإنجيل الشريف كيف تحدث الملاك جبرائيل إلى مريم العذراء "اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ ٱلْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذَلِكَ أَيْضًا ٱلْقُدُّوسُ ٱلْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ٱبْنَ ٱللهِ." (الإنجيل لوقا 1: 35)
تشير هذه الآيات القرآنية بوضوح إلى أن عيسى (سلامه علينا) كان أكثر من مجرد نبي، إذا ما نظرنا بعناية لوجدنا أن مسحه بالروح يعني حقاً تأييده بالروح. من المهم التخلص من بعض المفاهيم المغلوطة، حيث يقول بعض المسلمين إن "الروح" يشير إلى نفس الحياة التي يتمتع بها كل شخص (القرآن الكريم 15: 29؛ 32: 9؛ 38: 73)، ولا يشير إلى الملاك جبريل (النحل 16: 102).
دعونا نلقي نظرة فاحصة على ما يقوله القرآن في المائدة 5: 110 بشأن تأييد الروح القدس، فمسحة الروح القدس تسبب في قيام السيد المسيح بالعديد من المعجزات " تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ."
يصف الكتاب المقدس كيف تم مسحه بالروح القدس في معموديته "أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٱلْأَمْرَ ٱلَّذِي صَارَ فِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئًا مِنَ ٱلْجَلِيلِ، بَعْدَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ ٱلَّتِي كَرَزَ بِهَا يُوحَنَّا. يَسُوعُ ٱلَّذِي مِنَ ٱلنَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ ٱللهُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَٱلْقُوَّةِ، ٱلَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ ٱلْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لِأَنَّ ٱللهَ كَانَ مَعَهُ" (الإنجيل، أعمال الرسل 10: 37-38).
أعلن السيد المسيح بداية خدمته قائلا: "رُوحُ ٱلرَّبِّ عَلَيَّ، لِأَنَّهُ مَسَحَنِي لِأُبَشِّرَ ٱلْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لِأَشْفِيَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقُلُوبِ، لِأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِٱلْإِطْلَاقِ ولِلْعُمْيِ بِٱلْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ ٱلْمُنْسَحِقِينَ فِي ٱلْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ ٱلرَّبِّ ٱلْمَقْبُولَةِ" (الإنجيل لوقا 4: 18-19).
تم مسح عيسى المسيح (سلامه علينا) بروح الله مثل أي رجل آخر. إذا كان "روح الله" يعني التنفس الجسدي المسبب للحياة، كما يعلم بعض المسلمين، فإن أي إنسان عادي يجب أن يكون قادراً على القيام بالمعجزات.
يعلن الإنجيل المقدس أن "الله روح" (إنجيل يوحنا 4: 24) وعيسى (سلامه علينا) هو الكلمة "الكلمة كان الله" (الإنجيل يوحنا 1: 1)، كلمة الله الأزلي (عيسى) امتلك الروح الإلهية وطبيعة وجوهر الله. هذه الكلمة الأبدية الذي هو مع الله من الأبد صار جسداً (إنجيل يوحنا 1: 14).
الاعتقاد بأن عيسى المسيح كان نبيا لا يكفي. من هو عيسى المسيح حسب رأيك؟