الوحي

يعرف لسان العرب الوحي لغة على انه "الإشارة والكتابة والرسالة والإلهام والكلام الخفي وكل ما ألقيته إلى غيرك. يقال: وحيت إليه الكلام وأوحيت. ووحى وحيا وأوحى أيضا أي كتب...".

أما شرعا، فقد وردت تعريفات عدة للوحي يمكن تقسيمها إلى قسمين:

تعريفه بحسب المضمون الموحى به، فيكون معنى الوحي تبعا لذلك هو كلام الله إلى رسله.

تعريفه باعتباره فعل إيحاء، والطريقة التي كان يتم بها.

حدد القرآن للوحي ثلاثة أشكال كما جاء ذكرها في سورة الشورى 51: "وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ" (الشورى 51).

الشكل الأول للوحي هو كلام الله لرسله عن طريق قذف الفكرة أو نفثها في روعهم، أي بعبارة أخرى إلهامهم، وهو ما ذهب إليه القرطبي وأبن كثير في تفسيرهما. الرؤيا كما حدث لإبراهيم خليل الله (الصافات 102)، والتي صدقها النبي إبراهيم بإعتبارها وحيا من الله.

الشكل الثاني فهو كلام الله لرسله من وراء حجاب، والدلالة على ذلك قصة تكليم الله النبي موسى الذي كان يسمع الصوت ولا يرى الله. وهذا الشكل من الوحي اختص به النبي موسى دون غيره. في سورة الأعراف 143 النبي موسى سأل النظر إلى الله، لكن الله أخبره باستحالة ذلك.

الشكل الثالث من الوحي هو أن يرسل الله سبحانه رسولا يبلغ أنبياءه ما يشاء، والمقصود هنا بالرسول ملاك من عند الله، وأختص رسول الإسلام بهذا النوع من الوحي، الذي يبدو أنه وحي إملائي. إرسال الله الملك في هيئته الملائكية أو على هيئة رجل يراه النبي، فقد كان جبريل يتمثل في صورة صحابي معروف اسمه دحية الكلبي. أو نزول الملاك بشكل غير مرئي ويكون على شكل صلصلة جرس شديدة.

يصف النموذج الأول الشكل الكتابي للإلهام، أو الإلهام من خلال إلقاء الفكرة أو نفثها أو قذفها في قلوب وعقول الأنبياء والرسل. "كُلُّ ٱلْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ ٱللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَٱلتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَٱلتَّأْدِيبِ ٱلَّذِي فِي ٱلْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ ٱللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ" (الإنجيل 2 تيموثاوس 3: 16-17).

More Stories
النبي دانيال والحلم الثاني لنبوخذ نصر
العربية